أصدر مجلس إدارة ICANN قرارا بالإجماع في اجتماع ICANN58، يضع عمليا من خلاله سیاسة المجتمع الجديدة لمكافحة التحرش والتي لا تدعم فقط معاییر السلوك المتوقعة لـICANN، ولكنها تمنح الآن أعضاء المجتمع إمكانية اللجوء إليها إذا تعرضوا لسلوك أو مضایقات غیر لائقة.
غالبا ما يكون المتحرشون غير مدركين أن تصرفهم مسيء أو مشين، وذلك ربما يرجع للمعايير الثقافية والاجتماعية. من المهم أن نأخذ في عين الاعتبار أن التصرف ربما لم يكن متعمدا أو لم يصدر بنية سيئة. لذلك السبب، تبدأ إجراءات سیاسة مكافحة التحرش بخيار مواجهة المعتدي لحل المسألة بشكل غير رسمي. إذا كان السلوك غير مقصود أو غير مرحب به، فإن مجرد تحديد السلوك على أنه اعتداء أو أنه مشين فغالبا ما يؤدي ذلك إلى تغيير في السلوك واعتذار على الأرجح.
ودور أمين المظالم هو التعامل مع السلوك المشين أو التحرش أولا وقبل كل شيء عن طريق معالجة المسألة بشكل غير رسمي حسب الظروف. ومن الواضح أن هناك سلسلة متصلة للشدة يجب النظر فيها. لذا فلن ينظر أمين المظالم إلى تعليق مشين بنفس الطريقة التي ينظر بها لتحرش جنسي أو اعتداء جنسي. وقد تتطلب بعض الشکاوى تدخلا غیر رسمي، بينما تتطلب أخرى إنفاذ القانون. كما أن أمين المظالم سيأخذ في عين الاعتبار ما إذا كانت الشكوى قد قدمت مرة واحدة أو مرات متعددة ضد نفس التصرف.
وتخول السياسة كذلك لأمين المظالم فرض عقوبات على المعتدي إذا اقتضت الضرورة ذلك. وعلى الرغم من أن العقوبات تعتبر من إجراءات الملاذ الأخير، إلا أنها تذكر المشاركين في المجتمع المحلي بأنهم سيحاسبون على أفعالهم وأنهم سيواجهون عواقب لها. باعتبار خلفيتي الواسعة في التدريب على تنفيذ سياسات التحرش، فأنا أدرك أن التحرش لن يؤثر فقط على منظمة ما، ولكن الأهم من ذلك أن الأثر المدمر ينعكس في كثير من الأحيان على الضحية. فلا يوجد مكان للتحرش أو التنمر أو أي نوع آخر من السلوكات المشينة في عالمنا اليوم.
من المهم الإشارة إلى أن موظفي ICANN (بما في ذلك الموظفون والمتعاقدون) محميون بموجب سياسات داخلية ضد التحرش، كما أن أمين المظالم ليست له ولاية محددة.
في الختام، أود أن أذكر الجميع من جديدي على التعامل بشكل مهني، وعلى تقبل التنوع وحقوق الإنسان، وفوق ذلك كله، أن يعاملوا الجميع باحترام. معا، نستطيع جعل ICANN بيئة آمنة وخالية من التحرش.
