بقلم: رودريغو دي لا ﭘارا، نائب رئيس ICANN لأميركا اللاتينية ومنطقة حوض الكاريبي
إختتم في الأسبوع الماضي إجتماع ICANN في أميركا اللاتينة ومنطقة حوض الكاريبي حيث كان الأكثر حضوراً مع ما يزيد على 2000 مشاركٍ مسجلٍ. كانت هناك رقصة التانغو، ونبيذ المالبيك (malbec) وحفلات الشواء وما يسمى بطريقة "asado" للشواء والطقس الرائع لموسم الربيع في مدينة بوينس آيريس الجميلة.
كان إجتماع ICANN48 بالطبع مهماً جداً فيما يخص سياق جدول الأعمال العالمي لمجتمع ICANN، ولكنه كان ناجحاً وبصورة خاصة لأميركا اللاتينة ومنطقة حوض الكاريبي.
بعد جمع الكثير من ردود الأفعال المستمرة من أصدقائنا في المنطقة بخصوص الحاجة الملحة لجعل جدول أعمال ICANN أكثرملائمةً للمنطقة – يعتبر هذا بحد ذاته جزءاً مهماً من الأسباب التي أدت الى قلة المشاركة في أنشطة ICANN هذه المرة في المنطقة- ولأول مرة على مدى التاريخ، تضمنت الأجندة الرئيسية للإجتماع في هذه المنطقة من العالم، سلسلة من الفعاليات والجلسات التي تم وضعها وتنظيمها من قبل منظمات من المنطقة نفسها.
ولابد لي من التأكيد على إن كل ذلك كان ممكناً بفضل الجهود المشكورة من أولئك الذين كان يشاركون بنشاط في تنفيذ الخطة الإستراتيجية لمنطقة أميركا اللاتينية وحوض الكاريبي ( LAC- Latin America and Caribbean) وكذلك بفضل العمل الرائع من مضيّفينا من مركز معلومات الشبكة NIC في الأرجنتين الذين بالإضافة الى جعلِنا نشعر بأننا في وطننا، كانوا حريصين جداً على التأكد بأن كل شئ كان يسير بشكله الصحيح. شكراً جزيلاً لكم جميعاً: كوستافو وكارلوس ومارتشيلو وغابرييل..
وكجزء من خطة الإتصالات، قمنا بتنظيم ورقة عمل باللغة الإسبانية والبرتغالية والإنكليزية أدرجت فيها الجلسات التي تعد أكثر أهميةً للمنطقة. أعطى هذا للمشاركين من المنطقة ومن خارج المنطقة القدرة على التحرك بصورة أكثر سهولةً خلال جدول أعمال إجتماع ICANN الأكثر تعقيداً مركزّين بذلك على المواضيع التي تحظى بإهتمام أكبر في منطقة أميركا اللاتينية وحوض الكاريبي.
أشاد زملاء من الأقاليم الاخرى بالجهود التي بذلت كما يُتوقع أن يقوموا هم بالمثل . نحن نسعى لبذل المزيد من العمل بخصوص إجتماعات ICANN. دعونا نتذكر بأن الغرض من تغيير مكان إقامة إجتماعات ICANN من منطقة لأخرى هو – وعلى وجه التحديد- لنكون أقرب الى المجتمع الإقليمي أو المحلي. نحن نحقق ذلك من خلال مثل هذه المبادرات.
في يوم الجمعة التي سبقت إجتماع ICANN، أٌقيم أول منتدى لأميركا اللاتينية ومنطقة حوض الكاريبي حول نظام أسم النطاق DNS. كان هذا بمثابة جهود مشتركة لمختلف المنظمات ذات الإهتمام المشترك مثل LACTLD وISOC وPIR وNPOC وLACNIC. كان للمنتدى جدول أعمال مكثف ومشاركة كبيرة.
في هذا الرابط يوجد مقال لبول دييازحول هذا الإجتماع: http://www.circleid.com/posts/20131119_lac_the_dns_and_the_importance_of_comunidad/
وفي يوم السبت، أقامت لجنة رموز البلدان أو ما تسمى ccTLDs (Country Code Top Level Domains) ورشة عمل حول المفاهيم القانونية الخاصة باللجنة. إن إردت المزيد من المعلومات حول منظمة الإنترنت المهمة هذه في المنطقة، إضغط على الرابط: http://www.lactld.org/
وفي يوم الإثنين وخلال الجلسة الإفتتاحية، قمنا بعرض فيلم مختصر يصف محطات الأشواط الهامة في تاريخ الإنترنت في أميركا اللاتينية ومنطقة حوض الكاريبي وإنخراطها في عمل ICANN. وبسبب التحديدات الزمنية لجدول الأعمال تمكنّا من عرض النسخة المختصرة من الفيلم ولكن يمكنكم مشاهدته كاملاً هنا. ومرة أخرى، نتقدم بالشكر لكل من أرسل لنا أفلامه المصورة لجمعها في هذا الفيلم الوثائقي، وللذين لم يستطيعوا إرسال أفلامهم التي يرووا فيها لنا قصصهم الخاصة فنحن هنا نمنحكم الفرصة لإغناء هذا الفيلم الوثائقي
http://buenosaires48.icann.org/en/video/lac-internet-adventure-18nov13-en
ومباشرة بعد الجلسة الإفتتاحية قمنا بعقد إجتماع قدّم فيه قادة خمسة من المشاريع التجريبية لمنظمة LAC للتخطيط الإستراتيجي عروضاً حول مدى التقدم الذي أحرزوه في تلك المشاريع. وقد حضر الكثيرون الى هذه الجلسة وتجاوز عدد المشاركين العدد 100. وبعد تلك العروض، بدأنا بالمشروع رقم 5 وكان بمثابة فسحة من الوقت خصصت من أجتماع ICANN للجهات الأقتصادية الفاعلة في المنطقة. تضمّن اللقاء عرض للشركات أو بعض المواقع ذات المجال التجاري التي تمتلكها نطاقات المستوى الأعلى لرموز البلدان ccTLDs، وتم أيضاً مناقشة قضايا( .mx) و(.co).
بالإضافة الى ذلك ولأول مرة سنحت لنا الفرصة للإستماع الى بعض المتقدمين بطلب لنطاق new gTLD من مناطق الأرجنتين والمكسيك والبرازيل كما هو الحال للنطاقات .LAT و.BOM و.FINALو .RESTو.BAR أهلاً ومرحباً بكم في مجتمع الإنترنت!
في النية تطوير هذه الفسحة لخلق مشاركة أكبر للجهات الفاعلة في المنطقة وفي المناطق الاخرى ممن للديهم الرغبة والأهتمام في تطوير نظام إسم النطاق DNS في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.
وفي ليلة يوم الإثنين، وجهت لي دعوة لحضور معرض منظمة At-Large الإقليمية لأمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي (LACRALO). وفي أجواء إحتفالية على أنغام التانغو اتيحت لي الفرصة بمعيّة رؤساء LACRALO و At-Large لتوجيه رسالة حول أهمية أن يكون لمستخدمي At-Large منهاج أصحاب المصلحة التابعين لـِ ICANN. شكرتهم لإلتزامهم ولمشاركتهم في خطتنا الإستراتيجية الأقليمية ودعوتهم لمضاعفة جهودنا. ستتطلب المرات القادمة المزيد من المداخلات من مجموعة أصحاب المصلحة.
وفي نفس الليلة أيضاً، وبجهود مشتركة من قبل العاملين في ICANN واعضاء من مجموعة إستراتيجية LAC، رحّبنا بمشاركين جدد من الوسط التجاري ورجال الأعمال من الأرجنتين. كان أمراً يثير البهجة في صدورنا أن نلتقي مع شخصيات مختلفة من مؤسسة معلومات الإتصالات والتقنية ICT وقطاعات أخرى مشابهة. نأمل أن نبقى على إتصال معكم لتشاركوننا في أنشطة ICANN ومهما كان حجم المشاركة.
ولأجل رفع الوعي بين الأوساط الفاعلة حول الإنتقال نحو بروتوكول الإنترنت – الإصدار السادس IPv6، قمنا بتنظيم جلسة مع مختلف الطاقات وقد كانت جلسة ممتعة أستمرت لمدة 90 دقيقة، أٌديرت من قبل صحفي ومشاركين يحملون مختلف الرؤى: من المجتمع التقني، ومزودي خدمة الإنترنت ISPs ومنظمة دعم العناوين ASO ومستخدمي الإنترنت؛ وبدا واضحاً أنه من الضروري تكثيف الجهود في المنطقة لأجل تحقيق الإنتقال المنسّق.
لقد تشرفنا بأن تستغل LACNIC الفسحة المتاحة في جدول أعمال ICANN لتعرض جائزة الإنجاز مدى الحياة الخاصة بها، تلك الجائزة التي تمنح كل سنة الى المتميزين في المجتمع في أميركا اللاتينية ومنطقة حوض الكاريبي لإنجازاتهم الرائعة. في هذه السنة تم أختياري لأكون أحد الحكّام في منح هذه الجائزة مما زادني فخراً. سوف أسعى جاهداً لأداء دوري على أكمل وجه. شكراً جزيلاً لكم جميعاً!
كان هناك أيضاً مجموعة من الجلسات التي ركّزت على شؤون المنطقة. أحداهما كانت بخصوص تحديات الأمن في أميركا اللاتينية ومنطقة حوض الكاريبي والأخرى كانت بخصوص بناء القدرات الأكاديمية في المنطقة. تكللت كلا الجلستين بالنجاح.
سنحت لنا الفرصة أيضاً للإلتقاء وبصورة غير رسمية مع مجموعات مختلفة من الجهات الفاعلة في الأرجنتين والحكومة الأرجنتينية والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمجتمع التقني. يسعدنا ان نرى أن دول المنطقة كانت على دراية بأهمية حوار مختلف القطاعات مع الاطراف الداخلية للدول لمناقشة حوكمة الإنترنت.
لابد أن أوضح بأن كل دولة تختلف عن غيرها وبالتالي سيكون لها منطق مختلف. وهذا بالضبط ما سيجعل الجهود المبذولة مجزية. ليس ثمة نموذج فريد، لا في هذه المنطقة ولا في باقي أجزاء العالم. ربما هناك تطبيقات أفضل من غيرها.
رفاقي، هذه هي فقط البداية. أمامنا طريق طويل علينا إجتيازه ولكن أعتقد أنه يجب علينا أن نهنّئ أنفسنا لهذا الجهد الذي يعطي اليوم لمنطقتنا وجه جديد من خلال ICANN بإتجاه العالم أجمع.
الشكر والتهنئة لكم جميعا!
