مجموعة العشرين (G20)، التي تعد المنتدى الأول للتعاون الاقتصادي وصناعة القرارات الدولية لأعضائها، بصدد الانتهاء الآن من قمتها في أنطاليا، بتركيا. ويتألف أعضاؤها من 19 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي. ويجتمع قضاء مجموعة العشرين سنويًا من أجل مناقشة طرق تقوية الاقتصاد العالمي وإصلاح المؤسسات المالية الدولية وتحسين الأنظمة المالية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الأساسية اللازمة في كل نظام اقتصادي للأعضاء. يشار إلى أن الموضوعات الرئيسية الثلاثة التي اختارتها قمة العشرين لهذا العام هي "الشمول والاستثمار والتنفيذ" استنادًا إلى أولويات الرئاسة التركية.
وقد تشرفت بتلقي دعوة للحضور، ممثلاً لـ ICANN، في جلسات قمة العشرين، وعملت في هيئة لمناقشة الابتكار بدعوة من مؤسسة أبحاث السياسات الاقتصادية في تركيا (TEPAV)، وهي أحد مجامع الفكر المستقلة في أنقرة. وقد قامت مؤسسة أبحاث السياسات الاقتصادية TEPAV بتنسيق أنشطة دراسات الأفكار العشرين أو T20 – والتي تعد بمثابة "بنك أفكار" لحكومات مجموعة العشرين، بما يجلب الابتكار إلى جدول أعمال قمة مجموعة العشرين. وفي هذا الدور، تقوم أنشطة مجموعة العشرين بوضع سياسات جديدة، ومبادرات جديدة بالإضافة إلى مشروعات جديدة من أجل دعم جداول أعمال صناع السياسات في مجموعة العشرين بالإضافة إلى مجموعات المشاركة الأخرى الرسمية في مجموعة العشرين. وقد تم عقد أنشطة دول العشرين جنبًا إلى جنب قمة قادة العشرين في أنطاليا في الفترة من 15-16 نوفمبر 2015. http://www.t20turkey.org/images/t20-brosur-con.pdf [PDF، 1.21 ميجابايت]
وفي الهيئة المختصة بموضوع "تكنولوجيا المعلومات في التنمية المستدامة" تحدثت حول دور ICANN ونظام أسماء النطاقات الخاص بالإنترنت وأنشطتنا لضمان استقرار الإنترنت وأمانه والقدرة على تشغيله على الأنظمة المختلفة. وعلى الرغم من أننا منظمة فنية بالأساس، فإن جهود التنسيق التي نقوم بها يمكن أن تسهل من الابتكار من خلال التوسع الأخير في أسماء النطاقات من المستوى الأعلى من أجل عرض انتشار دولي أكثر للإنترنت للأشخاص لأغراض الاتصالات والأعمال والأبحاث واستخدام أسماء النطاقات الدولية بنصوص مختلفة لتغطية العديد من اللغات، مثل الروسية والصينية والعربية على سبيل المثال لا الحصر. كما أنني أعلنت عن نتائج تقريري الأبحاث اللذان أجرتهما مجموعة بوسطن الاستشارية:
- يمكن للوصول السهل واستخدام الإنترنت أن يؤثر بشكل كبير في نمو اقتصاد الدول، حسبما جاء في البحث الجديد الذي أجرته مؤسسة بوسطن الاستشارية. تم في هذا البحث وكما جاء في تقرير مجموعة BCG قياس القيود المفروضة على الإنترنت في 65 دولة وتبيّن أن تلك الدول التي تتمتع بقيود أقل على أنشطة الإنترنت قد تمتلك إقتصادات رقمية أوسع من غيرها.
- إن خفض عوامل تقييد الاستفادة من الإنترنت - أو المعوقات التي تصادفها البلدان لتحقيق المشاركة التامة في الاقتصاد الرقمي العالمي - من شأنه أن يجلب المزيد من المنافع إلى الاقتصاديات القومية والأعمال وتحديدًا في أسواق الدول النامية. أظهرت نتائج مجموعة BCG زيادة محتملة بنسبة 2.5% في الناتج المحلي الإجمالي وزيادة بنسبة 7% من عائدات الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم كلما تحسنت درجات عوامل تقييد الاستفادة من الإنترنت .
نموذج أصحاب المصلحة المتعددين في العمل داخل ICANN وفي مجموعة العشرين
في النهاية، لاحظت أن هناك سبب آخر وراء إمكانية توسع الإنترنت بهذه السرعة وهو أن نموذج أصحاب المصلحة المتعددين، الذي يشمل الحكومات، والشركات، والقطاع الأكاديمي، والخبراء الفنيين، ومستخدمي الإنترنت الفرديين، والمنظمات غير الحكومية وبقية شرائح المجتمع، هذا النموذج هو الذي يضع السياسات لتطوير الإنترنت. وهو من الأجزاء الأساسية في تطوير سياسة ICANN والأنشطة ذات الصلة.
ومن ثم سررت لرؤية اتجاه مماثل في قمة العشرين ومجموعات المشاركة فيها. إن مجموعة العشرين تعمل عن قرب وبالتعاون مع المجموعات غير الحكومية من جميع قطاعات المجتمع العالمي. كانت مجموعات المشاركة في قمة العشرين لسنة 2014 هي B20 (الأعمال 20)، وC20 (المجتمع المدني 20)، وY20 (قطاع العمل 20)، وT20 (الأفكار 20)، وI20 (الابتكار 20)، وW20 (المرأة 20)، وY20 (الشباب 20).
ومن ثم ربما تولي مجموعة العشرين اهتمامًا أيضًَا بالقيمة المتنامية لأسلوب أصحاب المصلحة المتعددين وصلته بالحوكمة العالمية للقرن الحادي والعشرين. ربما تشتمل جداول أعمال مجموعة العشرين في القريب على مجموعة من المشكلات التي تتخل بنود جدول الأعمال الحالي لمجموعة العشرين مثل الجوانب التحويلية للتنمية التكنولوجية، بما في ذلك الإنترنت، على الاقتصاد والمجتمع.
وسوف تتولى الصين رئاسة قمة العشرين لسنة 2016 بالإضافة إلى تنظيم فعاليات قمة العشرين التالية.
إعداد ديفيد أوليف
النائب الأول لرئيس شعبة دعم تطوير السياسات
