في الوقت الذي يشارف فيه اجتماع ICANN66 على الانتهاء، تنتهي معها أيضاً مرحلة جديدة. منذ تقريباً عقد من الزمان، عيّنت لجنة الترشيح السيد شيرين شلبي ليكون عضواً من الأعضاء المصوتين في مجلس إدارة ICANN. منذ ذلك الحين، تغيّرت ICANN بشكل كبير وأصبحت شريك موثوق به في منظومة حوكمة الإنترنت تعمل على جلب أصحاب المصلحة الجدد الى مجتمعنا العالمي. وطوال تلك الفترة، وقف السيد شيرين معنا جميعاً - المجتمع ومجلس الإدارة والمنظمة نفسها - لاظهار جودة يدركها الكثيرون ولكن قلة هم من يستطيعوا اظهارها، ألا وهي القيادة.
إن القيادة هي عبارة عن عدة أشياء. فالقيادة هي أن يكون هناك شخص من يُلهمنا لنجتمع ولنتوصل الى حلول لتحديات فريدة من نوعها، شخص يستمع ويصغي الى احتياجاتنا ويتفهّم اختلافاتنا. فهُم يوجهوننا حتى عندما يكون المسار نحو الأمام مضبب وغير واضح. ويُظهرون التعاطف والتفهم حتى في سياق التنوع. وفوق كل ذلك، يمتلك القائد كل من الرؤية والقدرة على تحفيز الآخرين على اكتمال تلك الرؤية وبلوغها الذروة. لقد قام شيرين بكل هذه الأمور، وأكثر من ذلك بكثير.
لقد شهدنا جميعاً شغف شيرين وتفانيه في العمل. فهو يدرك أهمية رؤية كل من الصورة الواسعة والأثر الكبير وحتى أدق التفاصيل التي يمكن أن تكمن فيها. عندما تتحدث مع شيرين، فبإمكانك أن تدرك بكل تأكيد بأن كل كلمة يقولها، قد أُخذت بنظر الاعتبار وبمنتهى العناية. فهناك القليل الذين يتحدثون بنفس المستوى من الإقناع كما يفعل هو.
رؤية شيرين كانت دائماً واضحة. ولقد عمل بدون كلل لتطوير ICANN ومجلس الإدارة لضمان امتلاكنا للأدوات الضرورية لخدمة الإنترنت العالمي. إن مجلس الإدارة على استعداد لمواصلة إرثه من الانفتاح والشفافية. وفي الوقت الذي نعمل فيه سويةً لحل بعض المشاكل الأكثر الحاحاً والتي تواجه ICANN ونظام اسم النطاق (DNS)، يمكننا جميعاً أن نستلهم إيمانه الثابت بقدرة التعاون ونموذج أصحاب المصلحة المتعددين.
إن المستقبل أمامنا مشرق ويتعين علينا جميعاً أن نشكر شيرين على ذلك. فخلال فترة ولايته لرئاسة مجلس الإدارة، شدد دائماً على الحاجة الى النظر الى الامام، لتكون ICANN دائماً على أهبة الاستعداد والجاهزية. نحن نقف اليوم على أرض صلبة لكل مايمكن أن يصادفنا بسبب الأساس الذي أنشأناه تحت إشرافه وبتوجيهاته.
بالنيابة عن مجتمع ICANN ومجلس الإدارة والمنظمة نفسها، نتقدم بشكرنا وتقديرنا العميقين للسيد شيرين لقيادته ولتفانيه ولصداقته. ونتقدم بالشكر أيضاً لعائلته لمشاركتنا وإيّاه على مدى السنوات التسع الماضية ونتمنى لهم النجاح الباهر في أعماله القادمة.
