مدونات ICANN

اقرأ مدونات ICANN لتبقى على اطلاع على آخر أنشطة وضع السياسات والمحافل الإقليمية وغيرها.

ندوة فنية لهيئة الإنترنت للأرقام المخصصة عقدت في 1998 لن أنساها

17 أكتوبر 2018
بقلم Louis Touton

null

(ملاحظة: لويس توتون كان أول موظف في ICANN. فقد عمل نائبًا لرئيس ICANN واستشاري عام وسكرتيرًا. وتعد مدونته واحدة من سلسلة من المقالات غير الدورية التي كتبها بعض رواد ICANN الأوائل. فهي تقدم لنا لمحة حول الأيام الأولى لمؤسسة ICANN، ونحن نحتفل بالذكرى العشرين لتأسيسها. كما يتم نشر هذه المدونات بمعرفة الرواد على كل من موقع ICANN.org وموقع CircleID.com).


في عام 1998، كنت أعمل محاميًا في شركة جونز داي بلوس أنجلوس، وقد تخصصت في قضايا براءات الاختراع. وكنت -على وجه الخصوص- عضوًا في فريق ممارسات القضايا التكنولوجية بشركة جونز داي، وهو الفريق الذي سعى إلى مساعدة الشركات العاملة في مجال الكمبيوتر وتكنولوجيا الاتصالات، بما في ذلك الإنترنت.

وفي الوقت ذاته، في أوائل شهر مايو/أيار، كانت هيئة الإنترنت للأرقام المخصصة (IANA) بصدد الاستعداد لنقل قاعدتها الرئيسية من معهد علوم المعلومات (ISI) في جامعة كاليفورنيا الجنوبية إلى منظمة جديدة مستقلة وغير ربحية.

فأرسلت زيتا وينزيل (زميلة جون بوستيل) بريدًا إلكترونيًا إلى العديد من شركات المحاماة تطالب بتطوع إحداها، على أساس العمل بدون مقابل، من أجل المساعدة في عملية النقل. فتطوعنا، وتم عمل الترتيبات سريعًا من أجل قيام شركة جونز داي بتوفير الدعم القانوني لعملية النقل.

وكان بيان السياسة الخاصة بإدارة أسماء وعناوين الإنترنت الصادر من وزارة الخارجية الأمريكية (والذي يطلق عليه أيضًا اسم "الورقة البيضاء") على وشك الإصدار في 5 يونيو/حزيران، 1998.

وقد تصور الدكتور بوستيل في الأساس أن شركة جونز داي سوف تقدم المساعدة من خلال إقامة مؤسسة جديدة، وضمان أن يكون وضعها غير ربحي، والتعامل مع القضايا القانونية ومسائل التأمين ومهام مكافحة الاحتكار. إلا أن المهمة الموكلة كان جديدة من نوعها، لذلك لم يعلم أحد على وجه اليقين ما هو المطلوب.

وفي البداية، تفاعلنا مع الدكتور بوستيل وزملائه عن طريق البريد الإلكتروني والهاتف. لكن سريعًا من أصبح واضحًا أن الفريق القانوني بحاجة لمعرفة الكثير من التفاصيل حول ماهية المهام التي قامت بها هيئة الإنترنت للأرقام المخصصة IANA، وكيف قامت بها بالاشتراك مع كيانات أخرى، مثل فريق عمل هندسة الإنترنت (IETF) وسجلات الإنترنت الإقليمية (RIR) ومؤسسة Network Solutions. باختصار - لقد كنا بحاجة لدروس تعليمية.

وهذه هي الطريقة التي أدت إلى حضوري "ندون IANA الفنية" المنعقدة من أجل توعية الفريق القانوني في قاعة مؤتمرات مارينا ديل راي في 16 يونيو/حزيران، 1998. وقد شرح الدكتور بوستيل على مدار ساعات عدة الطريقة التي تعمل بها الإنترنت، وكيف تتفاعل الكيانات المختلفة من أجل تشغيلها وتفعيلها، وكيف تم تطوير هذه الترتيبات منذ أواخر الستينيات.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي ألتقي فيها بوستيل شخصيًا في هذه الندوة. وكما توقعت، فقد أعطاني تفاصيل وتفسيرات فنية موسعة للكيفية التي تعمل بها الإنترنت. كما شرح بسرعة فائقة ماهية بروتوكول الإنترنت- الإصدار الرابع ونظام أسماء النطاقات (DNS) والكيفية التي يتم بها تعيين معلمات البروتوكولات والعناوين وأسماء النطاقات. وكان هذا الأمر مفيدًا، كما أبهرني ما أبداه من وضوح.

لكن ما أذهلني حقيقة هو قيام بوستيل بإخبارنا عن الثقافة التي كان جزءًا منها على مدار ثلاثة عقود: كيف تفاعل مهندسو الشبكات بما يتمتعون به في غالب الأحيان من آراء مختلفة حول المشكلات الفنية بشكل تعاوني عن طريق الالتزام بهدفهم المشترك المتمثل في تشغيل الإنترنت، والتصرف والعمل باحترام متبادل وتجنيب المسائل التي تستوجب اللوم.

أما الأمر الذي أذهلني بشكل أكثر وضوحًا فهو إقراره بأن الأزمنة تتغير. وعلم أن الوافدين الجدد - شركات الأعمال والحكومات والأفراد والمجتمع المدني - جلبوا معهم مخاوف وتطلعات جديدة كان لها تأثير على الوظائف التي تؤديها IANA. وعلم أن هؤلاء الوافدين الجدد غالبًا ما ركزوا على المسائل الاجتماعية والتجارية أكثر من المسائل الفنية وحسب. كما عرف أن ما لديهم من آراء تختلف عن آرائه في بعض النواحي، لكنه أدرك وأقر أن لديهم مخاوف مشروعة كانت حديثة الصلة بالأمر.

وقد عرف الدكتور بوستيل أنه في البيئة الجديدة التي تشتمل على إنشاء مؤسسة جديدة تتولي مهام ووظائف IANA سوف تنطوي على تحديات ومتاعب. وعبّر رغم ذلك عن أمله في أن تتمكن المؤسسة الجديدة من تحقيق النجاح إذا ما اعتنقت ثقافة احتواء الجميع والاحترام المتبادل، مع تركيز الاهتمام على ضمان أن تتطور الإنترنت من أجل فائدة الجميع. وبالنسبة لي، كان من الملاحظ أنه قد توافق ذهنيًا بشكل شامل مع مقترح بيئة جديدة بالكامل.

وكما تنبأ الدكتور بوستيل، فإن الطريق إلى تأسيس هذه المؤسسة الجديدة (ICANN) كان مرهقًا. وللأسف، لم يطل العمر بالدكتور بوستيل ليجني ثمار عمله. فقد وافته المنية بعد ذلك بأربعة أشهر، قبل الانتهاء من تأسيس ICANN. وقد أدت وفاته بالتأكيد إلى تعقيد عملية تأسيس ICANN في تلك السنوات الأولى.

وفي نهاية الأمر، وكما قال الدكتور بوستيل تحديدًا، فإنه باتباع مسار احتواء الجميع، قدمت ICANN بشكل متقطع آلية كمية للمستفيدين، بما لديهم من وجهات نظر وآراء متباينة، من أجل تحسين وتطوير مستقبل الإنترنت.

Authors

Louis Touton