يجعل اعتمادنا المتزايد على الإنترنت من أمر الحفاظ على خصوصية أي شيء شأنًا غير شاقٍ مطلقًا، حيث تحثنا وسائل الإعلام الاجتماعية على المشاركة، ويشجعنا جامعو البيانات على الإفصاح عن بيانات التعريف وتفضيلاتنا الشخصية وسلوكنا عبر الإنترنت عوضًا عن الخدمات المجانية، فتقوم برامج المراقبة المثيرة للجدل بجمع كميات هائلة من البيانات، حيث يقوم كل مستخدم للإنترنت بشكل يومي ـ طوعًا، سواءً عن قصدٍ أم لا ـ بالإفصاح عن بعض المعلومات التي قد يرغب بالحفاظ عليها سرية أو الأسف في نهاية المطاف على مشاركتها، وفي عصر البيانات الضخمة، ما يقوم المستخدمين بمشاركته عادةً ما يكون مُجمّعًا فقط، إلا أنه مشارك بشكل أكبر بين المُجمّعين.
يوم خصوصية البيانات, هو حدث سنوي يدعمه تحالف الأمن الإلكترونيّ القوميّ (NCSA)، في محاولة لرفع مستوى الوعي لدى المستخدمين المهتمّين بشأن الخصوصية بالفعل، فهو يُعد تكملةً لبرنامج توقّف وفكّر واتّصل، حيث يحث هذا البرنامج المستخدمين على التوقف للتفكير فيما إذا كانت الأنشطة المنهمكين فيها عبر الإنترنت أو المواقع التي يزورونها قبل الاتصال أمرًا مفيدًا أم ضارًا، وبالإضافة إلى ذلك فهو يشجع المستخدمين على التوقف للتفكير فيما إذا كانت المعلومات التي يقومون بالإفصاح عنها عبر الإنترنت مفيدةً أم ضارةً أم متداخلة بشكل كبير،
وهذه البرامج شديدة الأهمية؛ فبشكل أساسي، كلما كان مستخدمو الإنترنت جيدي الاطلاع، زاد إحساسهم بالمسؤولية لمشاركة المعلومات أو الإفصاح عنها، فهو يُعد الوقت الأمثل لمراعاة الإرشادات التوجيهية التالية:
- إن المشاركة هي ضد "الحفاظ على الخصوصية"، وليس هناك سبب يدعو للإفصاح عن سرٍ ما لصديق في عالم الإنترنت، فبمجرد مشاركة أي معلومة في عالم الإنترنت أو الإفصاح عنها ستصبح عامةً وتبقى على هذا الوضع باستمرار.
- كلمة "مجاني" بشأن خصوصيتك غالبًا ما تستوجب تكلفة، حيث يجعل جامعو البيانات مع الضغوط الاجتماعية أمر الإغراء بقبول خدمة مجانية مقابل التخلي عن البيانات الشخصية أمرًا يصعب مقاومته بشكل كبير، وإذا لم تستطع المقاومة، فاحرص على الأقل عند إبرام العقد على اليقظة التامة: فلا توجد تقريبًا أية ظروف تُمنح فيها هبةً أو دخولاً أو استخدامًا لخدمة الإنترنت أو لموقع وسائل الإعلام الاجتماعية بشكل مجاني.
- المعرفة هي القوة، فاحرص على قراءة شروط الاستخدام (شروط الخدمة) وسياسات الخصوصية، على الأقل إلى القدر الذي تدرك معه ما إذا كنت قابلاً لمشاركة طرف ثالث لبياناتك الخاصة، أو التخلي عن حقوق الطبع والنشر لعملك، أو الموافقة على استخدام بياناتك الخاصة (بما في ذلك الصور) لأغراض التسويق.
- احترام البيانات الخاصة أمر بالغ الأهمية مع أي ذاكرة مخصصة تشاركها، فقم بما يتطلبه الأمر، وكن على ثقة بأن الطرف الذي أنت بصدد الثقة فيه سيحترم خصوصيتك قبل مشاركة أية معلومات.
- اختيار ما تشاركه بحكمة، فلا يوجد بديل أو إعداد خصوصية يمكنه تعويض قرار غير حكيم، وبشكل جوهري، فإنك مسؤول عن المنافع أو الأضرار الناجمة عمّا تقوله أو تشاركه أو تبوح به.
رغم جهود المراقبين والنشطاء والمخبرين، إلا أن الكثير من مستخدمي الإنترنت لا يزالون غير مدركين لسمات التعميم التي تتمع بها عملية تجميع البيانات أو برامج المراقبة أو ساذجين بها، ومع ذلك، وحيث أصبح المستخدمون أكثر معرفة، فسيكونون أكثر ميلاً للإصرار على أن جامعي البيانات وبرامج المراقبة عرضة للمساءلة وللتصرف بمسؤولية وشفافية، وبشكل عام، يمكن لمستخدمي الإنترنت قياس مساءلة جامعي البيانات ومدى المسؤولية والشفافية من خلال النظر في ما يلي قبل الاشتراك في خدمةٍ ما، أو تنزيل تطبيق مجاني واستخدامه، أو الانضمام الى وسط اجتماعي، أو شراء منتج:
ملاحظة. هل أخبرك جامع البيانات بأنه يجري تجميع البيانات الخاصة؟
موافقة، هل طلب منك جامع البيانات الموافقة سريعًا على تجميع البيانات الخاصة واستخدامها؟
الغرض، هل فسّر لك جامع البيانات سبب تجميع البيانات الخاصة؟
مدى الاستخدام، هل أخبرك جامع البيانات عمّن سيقوم بتجميع البيانات الخاصة وعن الفترة الزمنية؟
الاحتفاظ، هل أخبرك جامع البيانات عمّا سيتم فعله حال لم تعد البيانات صالحة؟
في يوم خصوصية البيانات 2014 فكّر في الطرق التي يمكنك بواسطتها حماية خصوصيتك، وفكّر أيضًا في أنواع السياسات والأطر القانونية التي تودّ معرفتها لحماية حقوق الخصوصية.
ولمزيد من المعلومات حول يوم خصوصية البيانات أو قضايا الخصوصية بوجه عام، فتحقق من هذه الموارد الإضافية:
تحالف الأمن الإلكترونيّ القوميّ,البقاء الآمن عبر الإنترنت
منظمة الجبهة الإلكترونية,دليل للمسافرين حاملي الأجهزة الرقمية
الخصوصية عن طريق التصميم, المبادئ التأسيسية السبع
تحالف الثقة عبر الإنترنت,أحداث تاون هول ليوم خصوصية البيانات