يسعدني أن أعلن عن أن مؤسسة الإنترنت للأسماء والأرقام المُخصصة (ICANN) وبالتعاون مع الشركاء الإقليميين قد قاموا مؤخراً بنشر أول مجموعة من معدات خادم الجذر المُدار من قبل ICANN (أي IMRS) في إفريقيا. وتعمل مجموعة IMRS التي مقرها نيروبي في كينيا على تحسين البنية التحتية لنظام اسم النطاق (DNS) للإنترنت في القارة، وهو أمر بالغ الأهمية لدعم الوصول إلى الإنترنت وتعزيز استقرار الإنترنت لمستخدميه.
ويتمتع مستخدمو الإنترنت في إفريقيا الآن بوصول أكثر مرونة واستقرارًا إلى الخدمات على الإنترنت. وتقع مجموعة IMRS الجديدة، جنبًا إلى جنب مع العديد من مشغلي الإنترنت من جميع أنحاء القارة، في نقطة تبادل الإنترنت في كينيا. ونتيجة لذلك، يمكنني الإعلان عن أن مجموعة IMRS الجديدة هذه تتعامل الآن مع 40 بالمائة من جميع استعلامات جذر IMRS DNS للقارة. ويتم الآن حل معظم استعلامات جذر نظام DNS للإنترنت في القارة في داخل إفريقيا نفسها. وقبل تنصيب وتثبيت مجموعة IMRS، كان 35 إلى 40 بالمائة من حركة البيانات الخاصة باستعلامات نظام DNS تنتقل إلى خارج إفريقيا لحلها. وتعمل مجموعة IMRS أيضًا على تعزيز مرونة الإنترنت الوطنية والإقليمية من خلال المساعدة في بقاء حركة انتقال بيانات خادم الجذر محليًا. ويعد هذا بحد ذاته إنجازًا رائعًا، وأود من جانبي أن أشكر جميع فرق عمل منظمة ICANN التي ساعدت في تحقيق ذلك.
ويلعب تنصيب هذه الوحدات أيضًا دورًا أساسيًا في الدفاع عن نظام خادم الجذر من الهجمات الإلكترونية والحفاظ على إنترنت أكثر أمانًا ومرونة للمستخدمين في جميع أنحاء العالم. ويعمل أحد أكثر أنواع الهجمات شيوعاً، وهو هجمات رفض الخدمة الموزعة، عن طريق إغراق الخوادم بفيض من الاستعلامات أو بحركة البيانات المنتقلة عبر الإنترنت. وتوفر مجموعة IMRS نطاقًا تردديًا أعلى وقدرة على معالجة البيانات للتخفيف بعض الشئ من حركة البيانات هذه.
إن منظمة ICANN ليست غريبة في أفريقيا. فلقد انخرطنا بشكل فاعل مع المجتمع التقني الأفريقي منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وتوفر فرق عمل منظمة ICANN لدينا برامج تنمية القدرات وتعمل بشكل وثيق مع منظمات المجتمع الفني المحلية والإقليمية. وإن تنصيب وتثبيت مجموعة IMRS في نيروبي بكينيا هو نتيجة سنوات من التعاون مع المنظمات مثل مجموعة مشغلي الشبكات الأفريقية ومنظمة نطاقات المستوى الأعلى في إفريقيا ومركز معلومات الشبكة الأفريقية ومقدمي خدمات التكنولوجيا في كينيا.
وكما تعلمون، فإن هناك شبكات من مجموعات معدات خادم جذر نظام DNS هذه والتي تتعامل مع استعلامات منطقة جذر DNS في العديد من البلدان حول العالم. وبدون هذه الخدمات، فإنه سيتوقف الإنترنت عن العمل لمليارات من مستخدمي الإنترنت. وعلاوة على ذلك، تلتزم ICANN بمساعدة المليار مستخدم القادم على الاتصال بالإنترنت. وسيكون برنامج IMRS مفيدًا في تحقيق ذلك في الأماكن التي تحتاج فيها البنية التحتية للإنترنت إلى التعزيز. ويدعم البرنامج رؤية ICANN لإنترنت واحد ومفتوح وقابل للتشغيل البيني عالميًا وهو أحد مساهمات منظمتنا في المصلحة العامة العالمية. ولمعرفة المزيد حول ICANN ونظام DNS، الرجاء انقر هنا.
وبعبارة حاسمة، يمكننا القول بأننا لا نعمل بمفردنا. ولا تقوم ICANN بتشغيل الإنترنت. في الحقيقة، لايقوم أي أحد بذلك. بل تدير اثنتا عشرة منظمة أكثر من 1000 مجموعة من معدات خادم جذر نظام DNS حول العالم. ومن بين هذه المحطات، تشرف ICANN على حوالي 200 منظومة IMRS في أكثر من 90 دولة.
وقبل تنصيب مجموعة IMRS في كينيا، قامت ICANN بنشر 14 منظومة IMRS في 12 دولة أفريقية. وفي الوقت الذي قد يبدو ذلك كثيراً وللمساعدة في جلب مستخدمي الإنترنت الأفارقة المحتملين عبر الإنترنت، فإنهم سيحتاجون إلى المزيد من البنية التحتية للإنترنت. ولقد كانت جميع منظومات IMRS الـ 14 أصغر بكثير من مجموعة IMRS التي تم تنصيبها حديثاُ في كينيا. وسيساعد تنصيبها في خدمة أكثر من مليار مستخدم محتمل في إفريقيا. وكما ترون، تلتزم ICANN بتعزيز البنية التحتية الحيوية للإنترنت في إفريقيا. ولقد سبق وأعلنا عن خطط لتركيب مجموعة IMRS ثانية في إفريقيا. وسنبقيك على اطلاع دائم بالتقدم الذي أحرزناه في القارة وحول العالم.
